في يوم الأربعاء الموافق 1417/2/17هـ أعلن الديوان الملكي الكريم نبأ وفاة المغفور له حضرة صاحب السمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالله بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن سعود آل سعود أمير محافظة الأحساء فرأيت لازماً وواجباً على أن أكتب لسموه ترجمه مختصرة لحياته تقديراً وإكراماً لجهوده وإخلاصه لدينه ومليكه ووطنه لاسيما وأنا تربطني مع سموه رابطة وثيقة صادرة من مخلص ومحب لهذه الأسرة الكريمة منذ القدم ومنذ نشأت هذه الدولة على يد الإمام محمد بن سعود يرحمه الله
ولد سموه في قصر والده بحي الكوت والذي أقيمت على انقاضه حالياً مدرسة (عمرو بن العاص المتوسطة) في شهر محرم 1343هـ, ولما استشهد والده في العيينة في 1347/11/18هـ تولى تربيته جده الأمير المغفور له عبدالله بن جلوي فأدخله مدرسة الشيخ أحمد بن الشيخ عبدالعزيز بن قرين والذي يقع مقرها حالياً شرقي مسجد الجبري ولا تزال بحالة جيدة, ومكانه معروف بهذه المدرسة شتاءً وصيفاً أما في الشتاء ففي الغرفة الشمالية في الجهة الغربية منها وفى الصيف في الرواق الجنوبي الغربي تحت العمود الأوسط وقد درس في هذه المدرسة القرآن الكريم وتجويده كما تعلم الكتابة في اللوح الأسود الخشبي وأجاد الكتابة وخط الرقعة الجميل الذي يشتهر به في كتاباته على المعاملات وغيرها
وبعد وفاة جده الأمير عبدالله عصر يوم الخميس الموافق 4 شعبان 1354هـ تولى تربيته والاعتناء به عمه الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي أمير المنطقة الشرقية سابقاً
وفي سنة 1356هـ فتحت أول مدرسة ابتدائية بالأحساء فدخل بها وواصل دراسته حتى تخرج منها سنة 1361هـ هو وإخوانه الأمير فيصل بن فهد رحمه الله والأمير خالد بن فهد المتوفى سنة 1363هـ وقام بتدريسه المشائخ الأجلاء وهم كل من الشيخ عبد الرحمن بن محمد القاضي العدساني، والسيد عبد الله بن السيد أحمد الهاشم، والشيخ يوسف ابن راشد آل الشيخ مبارك رحمهم الله والشيخ عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر الملا أطال الله لنا في عمره وغيرهم من الأساتذة الأفاضل .
وفي سنة 1372هـ عندما أمر المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بنقل الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي من الأحساء إلى الدمام انتقلت أسرة آل جلوي معه
وكان يرافق عمه الأمير سعود في أغلب جلساته اليومية كما كان ينيبه عنه في بعض الأوقات عندما يسافر خارج المملكة وبعد أن انتقل الأمير سعود إلى جوار ربه ليلة السبت 1386/12/6هـ نقل الأمير عبدالمحسن بن جلوي المتوفى يوم الأربعاء الموافق 1408/6/22هـ من إمارة الأحساء إلى إمارة الشرقية تم تعيينه أميراً على الأحساء اعتباراً من 1387/2/13هـ فقام بها خير قيام أمانة وإخلاص ونزاهة ومحبة في إنجاز حاجة المواطنين وتسهيل مهماتهم وتذليل كل صعب أمامهم ومواصلته للعمل حتى في يومي الخميس والجمعة تجده في مكتبه يتصفح كل معامله ويكتب عليها بنفسه حتى على حساب صحته تجده يدخل المستشفى في الليل ويداوم في الصباح الباكر والأدوية بجانب مكتبه وهذا شيء مشهود له وليس مبالغ فيه ويعرفه الجميع وعندما يسافر إلى أي بلد في العالم يسافر لثلاثة أمور كما يقولها ذلك لي شخصياً وهي :
– الاطلاع على ما فيها من آثار مفيدة
– زيارات المكتبات وشراء نفائس الكتب منها
– العلاج ويعتبر هذا الشيء هو الأخير
كما يوجد لديه مكتبة ضخمة تضم الكتب على مختلف أنواعها من فقه وحديث وتفسير وأدب وتاريخ ومخطوطات مهمة وصور نادرة
أولاده :
خلف سموه ثلاثة من الأبناء الأمير فهد والأمير عبدالله والأمير عبدالعزيز وثلاث بنات هن الأميرات ساره وجواهر ومنيرة
وفاته :
توفي صباح الأربعاء الموافق 1417/2/17هـ عن عمر يناهز 74 سنة رحمه الله رحمةً واسعه وأسكنه فسيح جناته وبارك الله لنا في أولاده وأحفاده وخلفه على المسلمين بمنه وكرمه