أرض المجد والعزة
أرض المجد والعزة يشرفني أن أرفع عظيم التهنئة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهما الله – كما أهنيء الشعب السعودي عامة بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة.
ويجب علينا أن نستشعر في هذه المناسبة نعم الله علينا، ومنها أن جعل توحيد هذا الوطن تحت راية التوحيد وفي ظل الشريعة الاسلامية الغراء على يد الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – ورجاله الأوفياء الذين ضربوا الأمثلة في اخلاصهم لدينهم ثم لمليكهم ووطنهم وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس.
لقد اتخذ الملك عبد العزيز الشريعة الاسلامية دستورا لهذه البلاد حيث جاء في أول نظام وضع للمملكة بمكة المكرمة عام 1345هـ مادة أملاها رحمه الله، نصت على أن “جميع أحكام المملكة تكون منطبقة على كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه الصحابة والسلف الصالح”، وكان كلما سئل رحمه الله عن دستور بلاده أجاب بقوله “إن دستورنا القرآن”، وقال رحمه الله في خطبة ألقاها بمكة في ذي الحجة عام 1347هـ “هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب يدعو إليها، وهذه هي عقيدتنا، وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل خالصة من كل شائبة ومنزهة من كل بدعة، فعقيدة التوحيد هذه، وهي التي ندعو إليها، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من محن “، وقال رحمه الله في خطبة ألقاها بمكة في محرم 1348هـ وهو متوجه إلى الرياض “وقد نصرنا الله بقوة التوحيد الذي في قلوبنا، والإيمان الذي في صدورنا”.
ولا شك أن تأسيس هذا الوطن على الكتاب والسنة وتمسك قيادته بتطبيق الشريعة الإسلامية الغراء من أعظم النعم التي يجب أن نقف عندها ونستشعر أهمية المحافظة عليها، ونعلم أن ذلك واجب يمليه علينا ديننا وتفرضه علينا الفطرة السليمة والعادات والشيم العربية الأصيلة، ودليل وفاء وأصالة وشهامة أبناء الوطن، لا سيما في ظل الظروف والأوضاع الحالية وما نشهده من مؤامرات تستهدف عقيدتنا ووطننا ووحدتنا، ولكنها – بفضل الله – تبوء بالفشل أمام وعي وإخلاص ووفاء أبناء هذا البلد وتزيدهم تمسكاً بدينهم وحباً ووفاء لولاة أمرهم وبلادهم.
لقد تحول هذا الوطن من ضعف وفرقة وشتات وخوف إلى قوة ووحدة وتطور ورخاء وأمن وأمان وتآلف ومودة بين جميع فئاته وطوائفه ومذاهبه وقبائله، بفضل الله وتوفيقه أولاً ثم بفضل الجهود والتضحيات التي بذلها المؤسس ومن معه من المخلصين المؤمنين بأهمية رسالتهم في إعلاء كلمة الله، باذلين في سبيل ذلك أرواحهم وأموالهم في ظل ظروف سياسية وجغرافية وأمنية وإقتصادية بالغة الصعوبة، وقد سار على نهجه من بعده أبناءه البررة الذين واصلوا مسيرته في البناء وحتى عهد الملك سلمان ملك الحزم والعزم اطال الله عمره في طاعة الذي بذل الغالي والنفيس حتى أصبحت المملكة اليوم قوة مؤثرة في الساحة العربية والإسلامية والدولية،
ولذا من الواجب علينا المحافظة عليها ومواصلة رحلة البناء والتقدم والتطور التي بدأها أسلافنا الأبطال، في إطار تعاليم ديننا الحنيف وتقاليدنا العربية اﻷصيلة.
وفي هذه المناسبة يطيب لي أن أهنئ قيادتنا وولاة أمرنا بشعب عظيم ضرب أفضل الأمثلة في وفائه وإخلاصه لدينه ثم قيادته ووطنه.
وفي الختام أدعو الله أن يحفظ هذا الوطن ويديم قوته ووحدته وتمسكه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يحفظ ولاة أمرنا وعلمائنا الأجلاء وينصر جنودنا البواسل الذين يصونون أمننا ويحفظون إستقرارنا ووحدتنا يذودون عن حياض الوطن، وأن يثبتهم ويحميهم ويرحم شهدائهم ويشفي مصابيهم، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمير عبد العزيز بن محمد بن فهد بن جلوي آل سعود
نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة قبس للقرآن والسنة والخطابة والمشرف العام
Comments are closed.